يحكي أن رجلا من سكان الغابات
كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت إليه
وقال له " إنني أسمع صوت إحدى الحشرات "....
أجابه صديقه " كيف ؟ماذا تقول ؟ كيف تسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب ؟"
قال له رجل الغابات " إنني أسمع صوتها .. وسأريك شيئا "...
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم ألقاها على الأرض..
في الحال التفتت مجموعة كبيرة من السائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض..
واصل رجل الغابات حديثه فقال
"وسط الضجيج، لا ينتبه الناس إلا إلى الصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم.. هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات التي تضرها..
لذا يثير انتباهي صوتها.
ورقة التوت
ذات يوم جاء بعض الناس إلى الإمام الشافعي، وطلبوا منه أن يذكر لهم دليلاً
على وجود الله عز وجل.ففكر لحظة، ثم قال لهم:
الدليل هو ورقة التوت.
فتعجب الناس من هذه الإجابة، وتساءلوا:
كيف تكون ووقة التوت دليلاً على وجود الله؟!
فقال الإمام الشافعى:
"ورقة التوت طعمها واحد؛ لكن إذا أكلها دود القز أخرج حريرا،
وإذا أكلها النحل أخرج عسلاً، وإذا أكلها الظبي أخرج المسك
ذا الرائحة الطيبة.. فمن الذي وحد الأصل وعدد المخارج؟! "
. إنه الله- سبحانه وتعالى- القادر على كل شئ
************ ********* ********* *******
الشكاك
جاء أحد الموسوسين المتشككين إلى مجلس الفقيه ابن عقيل، فلما جلس، قال للفقيه:
إني أنغمس في الماء مرات كثيرة، ومع ذلك أشك: هل تطهرت أم لا، فما رأيك في ذلك؟
فقال ابن عقيل: اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة.
فتعجب الرجل وقال له:
وكيف ذلك؟
فقال ابن عقيل:
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" رفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ ".
ومن ينغمس في الماء مرارا - مثلك- ويشك هل اغتسل أم لا،
فهو بلا شك مجنون.
************ ********* ********* *******
العاطس الساهي
كان عبد الله بن المبارك عابدا مجتهدا، وعالما بالقرآن والسنة،
يحضر مجلسه كثير من الناس؛ ليتعلموا من علمه الغزير.
وفي يوم من الأيام، كان يسير مع رجل في الطريق، فعطس الرجل،
ولكنه لم يحمد الله. فنظر إليه ابن المبارك، ليلفت نظره إلى أن حمد الله
بعد العطس سنة على كل مسلم أن يحافظ عليها، ولكن الرجل لم ينتبه.
فأراد ابن المبارك أن يجعله يعمل بهذه السنة دون أن يحرجه، فسأله:
أي شىء يقول العاطس إذا عطس؟
فقال الرجل: الحمد لله!
عندئذ قال له ابن المبارك: يرحمك الله