هالتني رؤية جسدك الفاني , في ثوب حزن لا يبلى , وبريق دمع جاحد , في رسم عينيك الحزينتين .. وارتعت لقلب ذاهل , انتصب في محراب ندم , بين ملامح وجهك النحيل .
ذكرت أول عهدي بك يا سيدي , أبرع حسنا من زهر السوسن .. ذكرت كيف تكره الرفوف المليئة بالذكريات , يعلوها الغبار , تنسج من بقاياها العناكب دموع الهوى ..
وانقضى ذلك العهد , وعيناك اليوم كألف عين , كلهن حزينة .. عشرون عاما ينبض قلبك حلما .. ينبض نرجسا .. ينبض شمسا , واليوم تعلم قلبك نبض الحزن ..
وقد بان منك ذاك العهد , واختلفت إليك المدامع ببريقها الطاغي , تكفَّن رسم ثغرك بسربال مظلم , ورسالة حنين تخطها الدموع الهواطل لربيع الطفولة الأول .
ما بال الحزن يسكنك .. ما بال الحب يجافيك .
رسالة تبكيك ، حين تمسي , تحاكيك عن الهوى ، عن الأحلام ، عن العبث .. وحين تغفو تحملك وتزرعك في قلب الحب وتبقيك ..
رسالة عجزتْ أن تغير ملامحك الحزينة . ألبستَ أحرفها ألوانا زهرية , وكسوتَ لاءاتها ورودا ندية , وتتملص من يديك , تتقطر حبرا أسود .. تتقطر ألما أسود .. تتقطر حزنا أسود ..