استطاع الإنسان أن يرتاد الفضاء لأول مرة منذ نصف قرن تقريبا و تحديدا في الثاني عشر من نيسان عام 1961, و يجري الحديث في هذه الأيام للقيام بزيارات سياحية إلى الفضاء خارج نطاق الأرض, وقد حجز الكثيرون مقاعد لرحلة قد لا تستغرق سوى الساعات وتأتي هذه الخطوى التي تندرج تحت عنوان المغامرة الترفيهية بعد نصف قرن من صعود الإنسان إلى الفضاؤء خارج الغلاف الجوي للأرض.
وقد أعلنت سلسلة متاجر بيني النمساوية أمس أنها تعرض على مرتاديها القيام برحلات للفضاء مقابل 210 ألآف يورو أي ما يعادل 313 ألف دولار.
وتبيع شركة التجزئة المخفضة التذاكر للرحلات التي تنظمها شركة روكيتبلين جلوبال التي تتخذ من ولاية أوكلاهوما الأمريكية مقرا لها اعتبارا من أواخر عام 2011.
و بعد خمسة أيام من التدريب ستقل طائرة صاروخية المسافرين إلى ارتفاع يصل إلى 117 ألف متر فوق سطح الأرض, حيث سيخوضون تجربة الإحساس بعدم الوزن لبضع دقائق و يسعى الحريصون على المساونة بشراء التذاكر بأقل سعر لها حيث حدد الموقع الإلكتروني للشركة سعر التذكرة في بداية الأمر بربع مليون يورو(250 ألفا).
وهناك شركات تسعى إلى ما هو أبعد من النظر إلى الأرض من خارج الغلاف الجوي حيث تطمح أن يقضي بعض المغامرين شهر العسل في المريخ, وقد جرت تجارب علمية أواخر العام الماضي لتحقيق هذا الهدف حيث انعزل ستة أوربيين في حجرة معزولة عن البيئة الخارجية و تحوي طعام معد مسبقا, بهدف اختبار قدرة الإنسان على تحمل الضغوط المرتبطة بالسفر إلى المريخ, لكن رواد الفضاء في المستقبل لن يكونوا مضطرين للمعاناة من ذلك, و الفضل يعود إلى محرك جديد يطلق جسيمات مشحونة لتوليد قوة دفع ينقل الرواد إلى القمر في غضون 39 يوما فقط.
ارتاد الإنسان الفضاء في الثاني عشر من نيسان عام 1961, حيث تمت بنجاح أول عملية وصول للإنسان إلى الفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض, وسجل هذا الإنجاز باسم السوفييتي يوري غاغارين.
وجاء هذا الإنجاز البشري تأسيسا على خطوات مهمة قام بها علماء و مخترعون في عدة بلدان, ففي عام 1926 أطلق صاروخ يعتمد على الوقود السائل بعد إخفاقات عديدة في اختراع الصاروخ و حصل التقدم على يد الفيزيائي روبرت غودارد, وخلال الحرب العالمية الثانية طور الألمان صاروخا عسكريا وانتقل مصممه ويرنير فون بران إلى أمريكا.
وفي عام 1957 وضع السوفييت القمر الصناعي سبوتنيك في مدار في الفلك, وفي تشرين الأول من ذلك العام أرسل السوفييت الكلبة لايكا إلى الفضاء, وإذا ذهبنا إلى التاريخ الأعمق سنجد أن فكرة ارتياد الفضاء تعود إلى القرن الثاني للميلاد و تسجل لعالم سوري عاش في روما و سبق أن أكد الكاتب البريطاني مات ستيفن أن لوقيانوس السوري أول من كتب قصة في التاريخ تطرح فكرة السفر إلى الفضاء,
وكان لوقيانوس السوري أو( لوسيان ) وأصله من سورية و عاش في روما القرن الثاني للميلاد خطيبا متجولا و محاميا, و ألف كتاب أطلق عليه اسم (قصة حقيقية) و يعتبر أول من كتب قصة في التاريخ تطرح فكرة السفر إلى القمر بواسطة المركبات الفضائية.
وبذلك سبق لوقيانوس السوري الألماني يوهان كبلر الذي كتب قصة (سومينيون) في القرن السابع عشر الميلادي كما سبق للفرنسي جول فيرن الذي كتب قصة (من الأرض إلى القمر) في القرن التاسع.