أبو بكر الرازي :
لمحة عن حياته:
------------
إنه الطبيب العربي أبو بكر محمد بن زكريا الرازي ,
ولد في مدينة خراسان في أواسط القرن التاسع الميلادي,
وعنِِي في شبابه بدراسة الأدب واللغة والرياضيات ,
وبرع في الموسيقى وفي العزف و الغناء ,
فلما بلغ الثلاثين من عمره اتجه إلى بغداد , عاصمة الدنيا آنذاك , مدينة الشفاء والسلام ليتعلم صنعة الطب .
واندفع بكل قواه في دراسة الطب ,واطّلع على فنون العلاج لدى الإغريق والفرس والهنود والعرب ,
فلما ارتوى من علوم الطب كلها رجع إلى بلده , فعمل مديرا" لأحد مشافيها , ثم اختاره الخليفة ليكون طبيبه الخاص وعينه رئيسا" للأطباء في مستشفى بغداد الكبير,
فذاعت شهرته في البلاد , وأصبح الرازي حجة في اختصاصه لا يعرف الخطأ في تشخيص العلاج ووصف الدواء المناسب .
وكان له الفضل في إخراج أوروبا من الجهل و التخلف حيث كانت كلية الطب في باريس لا تحوي إلا مؤلفا" واحدا" يعتمد عليه في الطب هو كتاب " الحاوي " لأبي بكر الرازي وقد ظل هذا الكتاب المرجع الأساسي للطب في أوربا مدة أربعمائة سنة . وقد أقام الباريسيون لهذا العالِم العظيم تمثالا" نصبوه في باحة القاعة الكبيرة في مدرسة الطب لديهم , وعلقوا صورته في قاعة علمية
تقع في شارع سان جرمان . وشاء القدر أن يفقد نور عينيه بعد أن أحيا نور الأمل في قلوب الناس .
علمه وانجازاته:
--------------
يعتبره المؤرخون من أعظم أطباء القرون الوسطى وأبا الطب العربي إلا أنه يبقى بالمرتبة الثانية بعد ابن سينا,
كتب في جميع فروع المعرفة قرابة مئتين وعشرين مؤلفاً جمعت من علوم الإغريق والهنود إلى جانب آرائه وبحوثه المبتكرة وهو من أوائل الأطباء الذين استخدموا معلوماتهم الكيميائية في الطب. تعلم الموسيقا والفلسفة والرياضيات ولما بلغ الثلاثين اتجه إلى علمي الطب والكيمياء وجمع بينهما ولقب ب(( جالينوس العرب))
أحب التجربة وقام بها على الحيوانات وامتاز في عصره بأنه اهتم بالنواحي النفسية عند المريض وأن هناك علاقة قوية بين طبيب الجسم وطبيب الروح.
قال: ((ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبداً بالصحة ويرجيه بها وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس)) ومن هذا المنطلق يجب على الطبيب أن يرفع من معنويات المريض ويحاول إزالة الخوف عنه بالطرق النفسية المعروفة حتى يتسنى الشفاء.
كتب الرازي عن العقل في كتابه)) : الطب الروحاني)) فهو يعتبره أعظم نعم الله وأنفع الأشياء وأجداها وهو الذي ميز الإنسان عن الحيوان.
ومن أقواله المأثورة في العلاج إنه متى كان اقتصار الطبيب على التجارب دون القياس وقراءة الكتب خذل,
والحقيقة في الطب غاية لا تدرك والعلاج بما تنصه الكتب دون أعمال الماهر الحكيم برأيه خطر, وإن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة, وإن أفضل العلاج ما اجتمع الأطباء عليه وشهد عليه القياس وعضدته التجربة )).
---------------------------------------------------------
shrouq