سورية تواجه تآمراً متشعباً لانهاء دورها القومي ...الإعلام رأس الحربة في «الحرب» القذرة
الهجمة الإعلامية الشرسة التي تمثل رأس حربة المؤامرة الإجرامية التي استهدفت سورية شعباً وأرضاً وقيادة ومؤسسات والتي تضاف إلى سلسلة مؤامرات خططت لها وبرمجتها ومولتها دول الاستعمار القديم الجديد بزعامة الولايات المتحدة الأميركية ورسمت مناهج عملها الصهيونية العالمية عبر هيئات ومنظمات وجمعيات وشخصيات مشبوهة عربية وأجنبية فقدت مصداقيتها أمام نفسها وأمام شعوب العالم بعد أن انكشف زيف ادعاءاتها بالدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته، وسقطت شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة التي اختبأت وراءها ردحاً طويلاً من الزمن في الاختبارات الحقيقية التي حدثت على أرض العراق وأفغانستان وغيرهما
وهذه المؤامرات لم تتوقف منذ أعلنت سورية موقفها الواضح الرافض للمخططات الأميركية المرسومة للهيمنة على المنطقة العربية في إطار منطقة الشرخ الأوسط الجديد، والملتزم بالدعم المطلق لقوى الممانعة العربية وفي مقدمتها حركات المقاومة التي أثبتت أنها قادرة على مواجهة العدو وهزيمته مهما بلغت قوته وإمكاناته العسكرية والتكنولوجية.
هذه الهجمة التي تتصدى لها وكالات أنباء وشبكات وخبراء إنترنت ومدونون ومراسلون وقنوات فضائية وصحافة في أجهزة إعلام إخبارية عربية وأجنبية كبرى استطاع كثير منها أن يخدع المتلقين منذ سنوات عبر رفع شعارات الرأي والرأي الآخر والمصداقية والنزاهة والحرية ومعرفة الأكثر والحياد والحقيقة وبقية الشعارات الطنانة والرنانة التي تدغدغ مشاعر الجمهور العربي المتعطش للخروج من شرانق الإعلام الحكومي الرسمي الذي حاصره وما زال في معظم الدول العربية، وقد نجحت في القفز إلى الواجهة وكسب تعاطف أوسع شرائح المجتمع العربي عندما ركبت موجة حرب تموز عام 2006 التي انتصرت فيها المقاومة انتصارها الأهم في التاريخ العربي المعاصر على الجيش الصهيوني المتخم بالسلاح والتكنولوجيا والدعم الأميركي، ومن ثم موجة العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة عام 2008 الذي أفشلته المقاومة الباسلة على الرغم من الحصار الظالم على القطاع المقاوم وفارق القوة العسكرية، ومن بعد موجة ثورتي الشباب في تونس ومصر، ولتنتقل إلى التحرك الشعبي في اليمن وليبيا متجاهلة تماماً ما يجري في البحرين لأسباب مرتبطة بتبعية هذه الوسائل الإعلامية التي استطاعت أن تدخل الرأي الصهيوني إلى حياتنا وبيوتنا عبر استضافتها لعشرات المسؤولين والمحللين الصهاينة في كل المناسبات ليتهموا ويهددوا ويشتموا المقاومة والفلسطينيين والعرب ومن يؤيدهم.
وقد كشفت هذه الوسائل الإعلامية عن انحيازها الكامل وحقدها الأعمى عندما تلقت إشارة بدء تنفيذ المؤامرة بحق سورية فهبت مجتمعة لتقود حملة مسعورة لساعات طويلة يومياً من الكذب والافتراء والتحريض وتزييف الحقائق رافعة شعار إسقاط النظام ومانحة مساحة واسعة لرسائل ومدونات خبراء الإنترنت المأجورين عبر مواقع وصفحات سوداء تعد في أوروبا وأميركا في الغالب، إلى جانب تحريك مجموعات المرتزقة المدربين والمسلحين من الداخل والخارج للقيام بأعمال التخريب وارتكاب جرائم قتل وحشية لترويع السكان الآمنين واتهام السلطات الأمنية بذلك في محاولة يائسة لتحريض الشعب السوري على الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية، وإعداد أفلام وصور مفبركة لتظاهرات واحتجاجات دموية بمساعدة أعداد من شهود العيان المكشوفين لإثارة الفتنة الطائفية والعرقية بين أفراد المجتمع السوري المتمسك بقيمه وأخلاقياته ووحدته الوطنية المثالية منذ عشرات السنين.
لقد غاب عن ذاكرة المتآمرين أن الشعب السوري عبر تاريخه لم يخضع لأعتى قوى البغي والإجرام وفي أحلك الظروف وهزمها لأنه يمتلك الإرادة الصلبة والعزيمة الكافية والخبرة الكاملة للمواجهة، لذلك لن يكون مصير المؤامرة الحالية غير الهزيمة مع أنها حرب حقيقية أباحوا لأنفسهم فيها استخدام كل أنواع الأسلحة وأخطرها حتى في واجهتها الإعلامية، إلى جانب امتلاكهم إمكانات مادية ومعرفية وتقنية ووسائل تنفيذ وتزييف هائلة، لكننا نحن السوريين نمتلك السلاح الأقوى والأمضى وهو إيماننا المطلق بعدالة قضيتنا وصحة موقفنا ومتانة وحدتنا الوطنية وثقتنا بقيادتنا وبأن الإصلاح الشامل حقيقة واقعة تحتاج إلى بعض الوقت.
وهنا لا بد من التذكير بأن مخططي وممولي ومنفذي المؤامرة الحالية يراهنون على مدى تأثير انعكاسات الأحداث بكل دمويتها وشراستها وعنفها في وعي وتماسك أبناء الشعب السوري بحيث تكون ردة الفعل المطالبة بعودة الأمن والأمان والتراجع عن المطالب الإصلاحية التي عبروا عنها في الأيام الأولى للمؤامرة، وبذلك يصبح من السهل على الإعلام المغرض التحريض بأن الإصلاح مجرد خدعة وخاصة إذا ما أخر انشغال القيادة بإزالة آثار المؤامرة استكمال تنفيذ بعض الإصلاحات التي بدأت، لكن الشعب السوري أذكى وأوعى من أن تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب، ولن تستطيع كل قوى الأرض مجتمعة أن تؤثر في تلاحم وتماسك المجتمع السوري بأطيافه ومكوناته كافة وتتسبب في اختلافه وإضعافه، وليتذكروا أن الذين واجهوا الآلة الإعلامية العملاقة المتآمرة بإمكاناتها الهائلة هم مجموعة من الرجال والشبان السوريين الذين يملكون من الإيمان والثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع أحدث وأصعب البرامج الحاسوبية وأعقد المسائل العلمية بإمكاناتهم العادية ما مكن الجيش السوري الإلكتروني من كشف عمليات التزييف والفبركة والتصدي لتشويه الحقائق والوقائع وإغلاق المواقع المخربة والمتآمرة على الإنترنت.
والمهم الآن الانتباه إلى أن المتآمرين المهزومين لن يستسلموا بسهولة لكننا نستطيع مواجهتهم بالوعي الكامل عبر التلاحم مع قيادتنا والتمسك بوحدتنا الوطنية وبذلك نجبرهم على الاعتراف بهزيمتهم وكشف حقيقة كل منهم المخجلة وخلفياتهم الإجرامية وماضيهم الأسود، وتعرية أدواتهم من العملاء والمأجورين بالوثائق والمعلومات المؤكدة وهي متوافرة لدى أكثر من جهة سورية حتى لو أنكروا ذلك، وعلى السوريين إدارة نتيجة هذه الحرب الشرسة بما يمتلكونه ويفتقر إليه المتآمرون على مستوياتهم كافة وهو الصبر والصدق والشفافية والثقة بالنفس والشجاعة، وإدراك أنها ليست المؤامرة الأخيرة لكن الانتصار على المؤامرات قدر سورية في كل المواجهات مع الأنظمة والقوى العميلة المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية والعدو الصهيوني ومرتزقتهما في المنطقة مهما امتلكوا من مال ونفوذ وتكنولوجيا، لأنها حتمية التاريخ.